يقول علماء اللغة العربية إنّ كلمة المثل مأخوذة
من مثَل الشيء و مثله كما تقول شبهه و شِبهه لأن
الأصل فيه التشبيه , ثم جعلت كل حكمة سائر مثلا .
و للأمثال ميزة على الشعر
ذلك أن الشعر تعبير
طبقة من الناس في مستوى أرقى من مستوى العامة
فالشعراء يعبرون عن شؤون القبيلة التي ارتسمت في
أذهانهم الراقية بألفاظ مصقولة صقلا يستوجبه
الشعر , أما الأمثال فكثيرا ما تنبع من الأفراد ,
و تعبر عن عقلية العامة ,ولذلك تجد كثيرا منها غير
مصقول , أعني أنه لم يتخير لها ألفاظ الأدباء و لا
العقلاء الراقين , و ربما كان هذا هو السبب في أن
بعض الأمثال العربية يفهم
معناها إجمالا لا تفصيلا .
و قد ينبع المثل من طبقة راقية فيكون مصقولا , و
قد ينبع من العامة فلا يكون كذلك , و من أجل هذا
كانت دلالة الأمثال على
لغة الأمة أصدق من دلالة الشعر .
رأى الباحثون في الأمثال أن هناك نوعا منها يكاد
يكون شائعا بين الشعوب كلها ,و نوعا آخر تختلف
فيه الأمة عن الأخرى , فالأمة الزراعية لها أمثال
مشتقة من زراعتها ,و الأمة التجاري لها أمثال
مشتقة من تجارتها و هكذا .
و إنك لتستطيع أن تطبق ذلك العرب بإستعراضك
أمثالهم , فقد أكثروا من الأمثال المتعلقة بالإبل و شؤونها ,
فقالوا : ( إنما يجزى
الفتى ليس الجمل )
و ( لا ناقة لي فيها و لا جمل )
و هكذا أمثالهم في الأشخاص
و الأخلاق ...